"خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه"

هذه الكلمات الشّريفة الّتي جاءتنا عن رسولنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام كانت النّبراس المضيء أمام المهندس محمّد فاروق الرّاعي، ومن قبله جدّه العالم الفاضل نور محمّد حقّاني في تطوير كتاب القاعدة النورانية.

فرحلة تأليف كتاب القاعدة النورانية على يد فضيلة الشّيخ نور محمّد حقّاني – رحمه الله، ورحلة تطويرها بجهود سبط المؤلّف المهندس محمّد فاروق الرّاعي – حفظه الله - كانت من أهم الإنجازات الّتي أسهمت في توفير قاعدة ومنهج بسيط ومتدرّج في تعليم القراءة والقرآن الكريم للكبار والصّغار.

لمحات من حياة الشّيخ نور محمّد حقّاني.

وُلِدَ فضيلة الشّيخ والعالم الكبير نور محمّد حقّاني رحمه الله عام 1272 ه الموافق 1856 م في مدينة لدهيانة (إحدى مدن ولاية بنجاب التّابعة لبلاد الهند)، وقد تخرّج من هذه المدينة عدد من الجهابزة والعباقرة في العلوم الدّينيّة.

حصّل الشّيخ حقّاني تعليمه الابتدائي في مدينة لدهيانة، وأكمل دراسته الشّرعيّة في المدارس الدّينيّة المعروفة في دلهي وكانبور ولكناؤ، وتخصّص في الحديث وعلومه على يدي المحدّث الكبير الشّيخ أحمد علي السّهانبوري.

ومنذ أن أكمل الشّيخ نور محمّد حقّاني تعليمه الشّرعي نذر نفسه لنشر العلم وتعليم القرآن الكريم، فأصدر جريدة باسم "نور على نور"، وأنشأ مطبعة باسم "مطبعة حقّانيّة"، كما قام بتطوير مدرسة البنات التي أنشأها والده الشّيخ "حافظ علي محمّد" وأسماها "مدرسة حقّانيّة"، فقام بتحديث المنهج التّعليمي فيها بترتيب منهج خاصٍّ لها يجعلها تضاهي مدارس التّنصير المسيحيّة في البلاد آنذاك، وأنشأ قسمًا لتحفيظ القرآن الكريم فيها، فنالت المدرسة استحسانَ وإعجابَ أبرزِ رجالِ التّعليم والتّربية في عصره، وأجمعوا على أنّه أعطى المجتمع الإسلامي في الهند مدرسة مثاليّة في البلاد، وبعد ذلك تغيّر اسم المدرسة ليصبح اسمها " أمّ المدارس" وافتتح عدّة فروع أخرى لها.

ألّف الشّيخ نور محمّد حقّاني كتبًا عديدة جمع فيها منهجه التّعليمي، ونالت كتبه القبول لدى المسلمين وجعلته في صفوف أكبر رجال التّعليم والتّربية، حيث سبق قرنًا من الزّمان في التّطبيق العملي للمنهج التّعليمي الحديث، فكانت أشهر مؤلّفاته: القاعدة النورانية، والقاعدة النورانية مع طريقة التّعليم، وكتاب منظوم عن الصّلاة والعقيدة والتّوحيد والإيمان.

وتوفّي الشّيخ حقّاني رحمه الله عام 1343 ه الموافق 1925 م تاركًا أعماله في عهدة ابنه الأصغر أحمد حسن بن نور محمّد حقّاني رحمه الله، ونُقلت المدرسة بعد انفصال باكستان عن الهند إلى مدينة فيصل أباد في باكستان وهي قائمة حتّى الآن بإدارة أحفاد الشّيخ.

المهندس محمّد فاروق الرّاعي – حفظه الله - عن قرب

وُلِد المهندس محمّد فاروق الرّاعي عام 1386 ه في مدينة خميس مشيط، وأكمل حفظ القرآن الكريم وهو ابن أحد عشر عامًا في المدينة المنوّرة، ثمّ بدأ بتوفيق الله بتعليم القرآن الكريم وهو في الصّف الثّاني المتوسّط، أوّلًا في المدينة المنوّرة ثمّ في مدينة جدّة، وما زال إلى الآن في مجال التّعليم.

حصل على شهادة الثّانويّة (القسم العلمي) من ثانويّة الأنصار في المدينة المنوّرة، والتحق بجامعة الملك عبد العزيز في جدّة في قسم علوم الحاسب الآلي، وتخرّج عام 1415 ه حاصلًا على شهادة بكالوريوس في علوم الحاسبات.

قصّة المهندس محمّد فاروق الرّاعي مع تطوير كتاب القاعدة النورانية

بدأت رحلة المهندس محمّد فاروق الرّاعي مع تحقيق كتاب القاعدة النورانية وتعليمه ونشره في العالم العربي في عام 1418ه، عندما تلقّى اتّصالًا هاتفيًّا من سعادة المهندس عبد العزيز عبد الله حنفي رئيس الجمعيّة الخيريّة لتحفيظ القرآن الكريم في جدّة حفظه الله إثر تلقّيه خطابًا من مدرسة البحث العلمي في دبي في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة يطلبون فيه العون والمساعدة من الجمعيّة في تعليم القرآن الكريم والّلغة العربيّة، وبعد زيارة المدرسة والالتقاء بإدارتها الكريمة ودراسة حالة الأبناء والبنات ومستواهم في القراءة أشارت عليه والدته بكتاب القاعدة النورانية الذي يعود لجدّه، فعكف على دراسته بعد أن حصل على نسخة المؤلّف الأصليّة، فوجد أنّها تلبّي حاجة الأبناء والبنات في جميع النّواحي التي تطوّر قراءتهم إذا ما تمّ تطوير طريقة تعليمها وتدريسها بالطريقة الصحيحة التي تلائم أبناء منطقتنا العربيّة وبناتها.

فقام المهندس محمّد فاروق الرّاعي بتعريب الكتاب وتحقيقه وطباعته طباعة فاخرة لتكون ضمن مناهج مدرسة البحث العلمي في دبي.

وعرض الأمر على فضيلة الشّيخ إبراهيم الأخضر القيّم شيخ القرّاء في المسجد النّبوي الشّريف، والدّكتور الشّيخ أيمن رشدي سويد شيخ القرّاء في مدينة جدّة، فأقرّاه عليها، وأقام أوّل دورة تدريبيّة في طريقة تعليمها في مقر مدرسة البحث العلمي في الإمارات العربيّة المتّحدة عام 1419ه فكانت النّتيجة باهرة بجهود فضيلة المهندس وجهود المعلّمين والقائمين على المدرسة في إمارة دبي، وأحدثت الطّريقة نقلة نوعيّة في قراءة الأبناء والبنات وحبّبت القراءة إليهم، ونالت رضا أولياء الأمور واستحسانهم.

وبعد نجاح هذه التّجربة قام المهندس محمّد فاروق الرّاعي بنقلها إلى مركز الفرقان الذي يديره في مدينة جدّة، وبدأ تطبيقها على الأطفال الذين لم يدخلوا المدرسة بعد، أيْ ممّن تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 5 سنوات، فكانت النتائج أيضًا رائعة جعلت من لم يكن متحمّسًا من مدراء وملّاك المدارس الأهليّة في المدينة إلى إقرارها كمنهج تدريسي أساسي في الصّفوف المبكرة لتأسيس الأطفال.

وبعدها توالى النّجاح والانتشار للقاعدة النورانية وكتبها وطريقة تعليمها، وأقيمت الدّورات التّدريبيّة للمعلّمين والمعلّمات ومنح إجازات التّدريس لهم ليكونوا النّبراس الذي يحمل شعلة التّعليم ويضيء بها أمام الأجيال.

****

تزوّد أكثر عن القاعدة النورانية:

-      القاعدة النورانية وأهميتها في تعليماللغة العربية وقراءة القرآن الكريم

-     كتب القاعدة النورانية في تركيا .. طريق الأبناء لإتقان اللغة العربية

-     تعليم القاعدة النوارنية للأطفال وأهميته

-      شراء كتب القاعدة النورانية في تركيا ..اطلبها إلكترونياً تصلك ورقياً